MOROCCO

mercredi 2 avril 2008

أي قـرارات للجـامـعـة؟



نكسة غانا 2008! هل توقفنا عندها وقتاً كافياً و أعطيناها ما تستحق من التحليل و الشرح؟ لا أظن ذلك. لأن الأمر من فعل فاعل. فاعلٌ لطالما جعل الجمهور الرياضي مفعولاً به، ينصبه وقتما شاء و يرفعه وقتما شاء و يكسره أيضاً وقتما شاء. و هذا بالضبط ما فعلته جامعتنا الملكية المغربية "الموقرة" لكرة القدم. كسرت ملايين المغاربة و حطمت آمالهم و طموحاتهم في الذهاب بعيداً على المستوى الإفريقي و إعادة امجاد سنة 2004 و لم لا أمجاد 1976

لكنّ الفعول به سرعان ما نسيَ الخروج الفاضح للمنتخب الوطني من المنافسة، ليصبح شغله الشاغل مَن سيكون الخلف لهنري ميشال الذي تلاعب بأعصاب المغاربة بمضغه المستمر للعلكة و برودة دمِه التي تطرح العديد من السئلة. لكنّ المدرب الفرنسي لم يكن ليتصرف كذلك لولا العقد الذي ابرمته معه الجامعة المغربية. عقدٌ غايته التأهل إلى نهائيات كأس العالم ضارباً عرض الحائط موضوع الساعة، و المتمثل في المونديال الإفريقي الذي تتصارع أعتد المنتخبات الإفريقية من أجل شرف الظفر به. ثم لماذا أقيل امحمد فاخر بعد أن أعدّ الفريقََ نفسَه الذي خاض المنافسة إذا كان أمر الكأس الإفريقية لا يهم الجامعة؟ لكن يبدو أنّ الجشع يستحوذ على أفكار مكتبنا الجامعي. فربما هو يطمح إلى " الفوز" بكأس العالم لا كأس إفريقيا للأمم! يبدو هذا مضحكاً بالفعل. فماذا عسى منتخب خرج من الدور الأول الإفريقي أن يصنع أمام منتخبات كبيرة لها وزنها و نجومها و ترتيبها الخاصة. ناهيك عن ألقابها. منتخبٌ استطاعت غينيا و غانا أن تقف له بالمرصاد مُجهِزَةً على مساره. بعد أن كانت تُقهَر أمامه في سبعينيات القرن الماضي

سيناريو غريب ذاك الذي تعمدت الجامعة تطبيقه لتكشف بذلك عن ذكائها أو بالأحرى دهائها... ففي خضم الغضب العارم الذي اجتاح المغرب و المغاربة عقب الخسارة غير المنتظرة، أقحمت بموضوع المدرب المرتقب للمدرب الفرنسي لِيدخُلَ معها الجمهور الرياضي - بدون شعور- متاهة الانتظار. انتظارٌ طال و أحرق معه أعصاب كلّ متتبعٍ و غيورٍ على كرة الفدم الوطنية. لكن ما زاد الطين بلّة هو التردد المحير للجامعة أو تعمّدُها التردد إن صحّ التعبير فقد عقد المكتب الجامعي العديد من الندوات منذ إقالة ميشال لتدارس الوضع. و خَلُص إلى أنه في ظرف أسبوعين على الأكثر سيتم الإعلان عن إسم الربان لبجديد، و الذي أكّد في أكثر من مناسبة أنه سيكون إطاراً وطنياً، و حدد اللائحة في 6 أسماء. و هذا ما جعل الشارع المغربي يعبر عن فرحة و ارتياح مؤقتين إلى جانب الودادية الوطنية للمدربين المغاربة. و عندما كانت كلّ الدلائل تصب في مصلحة بادو الزاكي، بعد خروج الخبر من الجامعة و تناقُلِه عبر وسائل إعلام وطنية و عربية، عُلِمَ أن ما في جُعبة بنسليمان و زملائه أمر آخر

فالزيارة التي قام بها المدرب الفرنسي روجيه لومير للدارالبيضاء في سرية تامة و اجتمع خلالها بأوزال، تكشف نوايا الجامعة في التعاقد مع إطارٍ فرنسي مُخلِفةً بذلك الوعد الذي قطعته لودادية المدربين المغاربة و الجمهور الرياضي و مديرةً ظهرها لما قدمته المدرسة الفرنسية مؤخراً مع الأسود و المتمثلة في فيليب تروسيي و هنري ميشال. لكنّ المشكل ليس قي المدرسة الفرنسية أو غيرها من المدارس. بل المشكل الأساسي هو محاولة وضع الثقة في أطرنا الوطنية و إعطاءها فرصةً للتعبير عن إمكاناتها رفقة المنتخب الوطني. بل إن تعيين إطار وطني يحمل في حد ذاته علامة إيجاب، وهي الروح القتالية و الغيرة على القميص الوطني و رفع راية البلاد عالياً

فهل ستأخد الجامعة كل هذا بعين الاعتبار و تكف عن قراراتها الهاوية التي تكشف يوماً بعد آخر أنها جامعة لا تعرف أهدافها، و أن سياستها المتّبعة يلُفـّها الغموض؟! أم أن قادم الأمور سيوضح أنها لا تكترث لما يشغل الرأي العامّ الرياضي و لا لما تقطعه من و عود؟

بقلم : جيهان جهوري

Aucun commentaire: