MOROCCO

dimanche 13 avril 2008

الشغب في الملاعب الوطنية


للرياضة مكانة وازنة داخل مجتمعنا المغربي، و خاصة كرة القدم. و لعل متابعة هذه الرياضة أصبحت تمثل متنفسا للملايين بعد أسبوع حافل بالعمل و التوتر


عالم المستديرة يعج بأعداد قياسية من الجماهير و المتتبعين، لكنه أصبح من العوالم التي يلفها الكثير من الغموض و التخوف. ذلك أنه يحصد من وقت لآخر عددا من الأرواح البريئة و غير البريئة
قد يتساءل البعض عن علاقة أكثر الرياضات شعبية بوضع نهاية لأرواح بشرية؟؟ الجواب ليس بالغ التعقيد، و لا بجديد على مجتمعنا المغربي... إنها ظاهرة الشغب في الملاعب


ظهرت حالات شغب المدرجات لأول مرة في بريطانيا منذ القرن الثالث عشر، لتمتد إلى الدول الأخرى تحت اسم "المرض البريطاني". و قد اتخذت ثلاثة أشكال مازالت قائمة إلى يومنا هذا مع فرق صفير، هو تفشي هذه الظاهرة بشكل مريع داخل العالم العربي عامة، وداخل المغرب خاصة


الشكل الأول كان اعتداء المشجعين على اللاعبين و الحكام، ثم الاشتباكات بين الفرق الرياضية المتنافسة داخل الملاعب. أما الصورة الثالثة فهي الأكثر خطورة، إذ نقل المشجعون مشاحناتهم خارج أسوار الملعب إلى الشارع لتطال آثار الشغب وسائل النقل فضلا عن الممتلكات الخاصة من سيارات و منازل و غيرها


بذلك أضحى الشغب في الملاعب يمثل الكابوس القاتل الذي يهدد مستقبل كرة القدم المغربية، خاصة و أننا مقبلون على تأهيل هده الرياضة التي سلبت و مازالت تسلب العقول بسحر دقائقها التسعين
و من العوامل التي تساهم بطريقة أو بأخرى في ممارسة الشغب (و الذي يُعتبر ظاهرة كونية لا يمكن حصرها في دائرة ضيقة) نذكر: العوامل السياسية، النزاعات العرقية و الانتماءات الدينية التي تطغى على مشاعر اللاعبين و المتتبعين على السواء. و تبقى طبعاً المخدرات العاملَ الأساسي و الأكثر استعمالاً من طرف الجماهير لما لها من دورٍ في تغذية الظاهرة


الواقع المرير الذي يعيشه الشباب المغربي إذن، و التخلف الذي يسود واقع الكرة المغربية (و هو تخلف تُصر الجامعة على بقاءه سائداً رغم ما تقوم به من محاولات) عاملان يتحكمان في نمو هذه الظاهرة


و تبقى الحلول العقيمة التي تنهجها الجامعة من حين لآخر في محاولة منها لإنقاذ الموقف أهم ما يمكن أن يثير جنون محبي كرة القدم في بلادنا. ذلك أنها بمجرد أن تُسجل وقوع شغب أثناء مقابلة ما تأمُر بإغلاق المركبات الرياضية في وجه الأندية و بالتالي اغتراب الفِرق عن قواعدقها، أو تقرر أن تُلعَب المباريات بدون جمهور... و هذان سببان كافيان لإشعال النار في صفوف المشجعين و ممارسة أعمال الشغب

بقلم : جيهان جهوري

Aucun commentaire: